إسبانيا الإعلام والإتجاهات الإسلامية - عبدالسلام أندلوسي
إن الإعلام الإسباني، وباعتباره من مكونات المنظومة الإعلامية الأوروبية الغربية، يحاول استغلال رغبة المتلقي في المعرفة أكثر عن الإسلام و المسلمين، بتعميم عدد كبير من المعلومات والأخبار المتعلقة بهما، و في
بعض الحالات، يتسبب خطابه في الإضرار بهما، من خلال تصريـ معلومات تضليلية إما عن قصد أو غير قصد، وفي حالات أخرى، يساهم في إنتاج هذا الخطاب ( خبراء ) أو صحفيون غير مسلمين أو غير مؤهلين أو محايدين من خلال حديثهم عن قضايا تهم المسلمين ومحاولاتهم تفسير ما يجري في المجتمعات الإسلامية أو التعليق عليه دون سابق معرفة بالحقيقة كاملة غير منقوصة .
هذا الأمر، ترتبت عنه العديد من المشاكل التي عمقت من هول الأضرار التي تلحق بالإسلام والمسلمين، لعل الخلط بين مشاكلهم الاجتماعية والإسلام كدين، هو أحد أهم وأبرز هذه المشاكل التي يفرزها الخطاب الإعلامي الإسباني، ولقد أفرز هذا الواقع بإسبانيا، كما بباقي الدول الأوروبية، ظاهرة الخوف من الإسلام الإسلاموفوبيا) مع ارتفاع وتيرة العداء للمسلمين وعمق من حدة هذه الظاهرة التي أضحت تثير في السنوات الأخيرة جدلا كبيرا في صفوف النخبة الإسبانية المثقفة جملة من الأحداث التي استهدفت بعض بلدان العالم الغربي، بدأ من أحداث 11 شتنبر 2001 الإرهابية التي ضربت نيويورك و تفجيرات 11 مارس التي هزت العاصمة الإسبانية مدريد سنة 2004، ثم تفجيرات ميترو لندن في 7 يوليوز 2005 ، فجملة من الأحداث الأخرى التي شهدتها دول غربية من ضمنها فرنسا وألمانيا .