الأمازيغية والإسلام وإيديولوجية الظهيرالقامعة لهما - المهدي مالك
وكان من المفروض اذا سلمنا بصحة ما يسمى ب "الظهير البربري" أن يعتبر المخزن أن أجدادنا الكرام لهم الفضل الكبير في انتشار الدين الاسلامي في اكبر رقعة من الارض وأن يعتبر هويتهم لا تتعارض مع الاسلام في كليته باعتبارها تتوفر على تراث ديني ضخم سواء في اللغة والثقافة والفنون و الأعراف القانونية الخ من هذه الخصوصيات الظاهرة للعيان..
اذا فرضنا أن الاستعمار الفرنسي قد أصدر الظهير البربري" بالفعل لتنصير الأمازيغ و زرع التفرقة بين المغاربة، فإنه كان من المفروض على دولة الاستقلال والحرية كما يقال أن تعمل في اتجاه تكريم المقاومة الامازيغية الوطنية التي حاربت الاستعمارين الفرنسي والاسباني من خلال إقرارها للعديد من الأشياء كالاحتفال بمعركة "أنوال" التي انتصر فيها المقاوم عبد الكريم الخطابي على الاستعمار الإسباني كعيد وطني على سبيل المثال أو الإعتزاز بأمجاد المقاومة الأمازيغية في مقرراتنا الدراسية أو في وسائل الإعلام الوطني و تخليد أسماء رجال
ونساء هذه المقاومة الداخلة في إطار الدفاع عن الإسلام وعن حوزة الوطن. و كان من المفروض على دولة الاستقلال والحرية كما يقال أن تفرق بين ما يسمى بالظهير البربري إن كان موجود أصلا والأمازيغ من خلال جعل لغتهم وسيلة لنشر الخطاب الديني عبر المسجد والتلفزيون المغربي منذ سنة 1963 إلى سنة 2006 تاريخ ظهور أولى البرامج الدينية بالأمازيغية على قناة السادسة أي طيلة عقود من الزمان كان الأمازيغيون مهمشون دينيا في التلفزيون المغربي بغض النظر عن طبيعة خطابنا الديني الرسمي.