التعرف على المغرب / الاستخبارات - شارل دو فوكو
«كيف سمح السيد دو فوكو لنفسه بالتنكر في لباس ربي قادم من موسكوفيا وهو النبيل والضابط في الجيش الفرنسي؟» فأجابتني تلك السيدة ببرودة دم وببرودة أعصاب : في تلك الأيام، الكل كان هينا ما دام الأمر يخدم مصالح فرنسا !» – «تلك الأيام»؟ كانت تقصد السيدة سنة 1870 ، أي ما بعد هزيمة فرنسا أمام الجيوش الألمانية والتطلع إلى
الانتشار فيما وراء البحار.
سمي
كان الفيكونط ضابطا في الجيش الفرنسي وما نسميه حاليا «خريطة طوبوغرافية» في البداية خريطة الهيأة العليا للجيش الفرنسي]، أي تلك الوثيقة التي يُعتمد عليها في تهيئ وإدارة المعارك ميدانيا : خلال تجواله عبر التراب المغربي، لم ينس دو فوكو لا رتبته في الجيش الفرنسي ولا غاية تجواله ( متنكرا) عبر مناطق من المغرب في ظروف حفت بها المخاطر ولكن صاحبته (أيضا) وصايا ذوي النفوذ في المجتمع المغربي وإمدادات نقدية من طرف فحول الاستعمار في الجزائر (وخصوصا معمري منطقة وهران ودعم جمعيات الجغرافيا الفرنسية الفاعلة فجاء نص التعرف على المغرب بمثابة كراسة تفسيرية للخريطة يفوق عدد صفحاتها 400
