الثورة الروسية - ستيف.أ.سميث
في 23 فبراير عام 1917 خرج ألوف من عاملات النسيج وربات البيوت إلى شوارع روسيا للاحتجاج على نقص الخبز، وفي اليوم التالي أضرب أكثر من 200 ألف عامل، وخرج المتظاهرون في مسيرات يرشقون الشرطة بالحجارة، وفي 26 فبراير تلقى الجنود أوامر بضرب حشود المتظاهرين بالرصاص، وفي الصباح التالي تمردت عدة وحدات عسكرية، وبحلول الأول من مارس احتشد 170 ألف جندي يهاجمون السجون ومراكز الشرطة، ويدمرون رموز القيصرية، التي لم تصمد سوى 12 يوماً فقط في وجه الثورة.
وبهذا شهدت الثورة الروسية عام 1917 الإطاحة بحكم القيصر في شهر فبراير، واستولى الحزب البلشفي على السلطة في شهر أكتوبر، وواصل البلاشفة تأسيس دولة فوق منطقة، تغطي سدس مساحة الكوكب، تمتد من القطب الشمالي حتى البحر الأسود، ومن البلطيق إلى الشرق الأقصى، وقد أثبتت تلك الثورة أنها الأهم في القرن العشرين، إذ ألهمت حركات وثورات عبر العالم، ومن بعد عام 1945 تجلى تأثيرها العميق، الذي خلفته في العديد من الحركات المناهضة للكولونيالية، وكذلك في تشكيل بنية العلاقات الدولية في الحرب الباردة.
يحاول ستيف. أ. سميث في كتابه «مقدمة قصيرة عن الثورة الروسية» ترجمة عاطف سيد عثمان، أن يقدم للقارئ سرداً تحليلياً للأحداث والتطورات الرئيسية من عام 1917 إلى عام 1929 حينما دشن ستالين مبدأه المعروف «الثورة من أعلى» بإدخال التصنيع المتعجل، وتنفيذ سياسة الجمع القسري للمحاصيل، إلى الاتحاد السوفييتي، كذلك يسعى الكتاب إلى شرح كيفية اندلاع الثورة، وسبب اندلاعها في عام 1917 وكيفية وصول البلاشفة إلى السلطة وتأسيس نظام هناك، وأخيراً كيفية تطور ذلك النظام، ليصبح شكلاً مخيفاً من أشكال الحكم الشمولي.