مجالس دمشق- مالك بن نبي
يمثل هذا الكتاب زبدة مجالس عقدها مالك بن نبي في دمشق على مدى ثلاثة أشهر، وهو يرى فيه منحة شباب دمشق المسلم إلى الفكر الإسلامي، لأن هؤلاء الشبان هم الذين سجلوها على مسجلاتهم، ثم نقولها كتابة، ثم بيضوها وصيروها كتابات وعنوان كتاب "مجالس دمشق" يستعيد ما كان لمجالس الفكر والأدب من دور في نمو التراث التاريخي للحضارة الإسلامية. فالمجالس تواصلٌ تنمو فيه شبكة العلاقات الاجتماعية وتتفاعل فيه الأفكار، وسبل توظيفها حينما تربط بين الأفكار وحدة المشكلات.
والمجالس التي حثت عليها السيرة النبوية هي مجالس التفكر الدائم في آيات الله وسبل توظيفها في السلوك واقتحام العقبة كما تشير الآية الكرمية (وهديناه النجدين، فلا اقتحم العقبة) هذه الآية هي المحور الأساس في تأسيس بن نبي لمعايير إدراك المشكلات من ناحية، ومواجهتها بقوة الواجب الذي يمثل الرصيد الاجتماعي للنمو في مسيرة التاريخ. فالحديث عن الثقافة والحضارة يأتي توصيفاً لحركة المجتمع، حينما يقص التاريخ نبأ القوم في زمن من تداول الأيام.