أشعب ملك الطفيليين - توفيق الحكيم

دار الشروق
|
9789770913703
30.00 dh 0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة

وكان هذا العاشق الولهان إذا أكل ذهب عقلُه وجحظَت عينه، وسكِر وسدِر وانبهر، وتربَّد وجهُه، ولم يَسمع ولم يبصِر؛ فتناوَل القصعة وهي كجمجمة الثور فأخذ يحضنها، وما زال ينهشها طولًا وعرضًا ورفعًا وخفضًا، لا يفصل تمرةً قَط عن تمرة، ولا يرمي بنواة قَط، ولا ينزع قِمَعًا، ولا ينفي قشرًا ولا يفتشه مَخافةَ السُّوس والدُّود.»

يمتلئ الأدب العربي بصنوفٍ شتى من النوادر والطرائف التي حِيكت ببلاغة وإيجاز، ولعل نوادر «أشعب بن جبير» من أكثرها ظُرفًا وطَرافة؛ فقد كان مَضربَ الأمثال في الطمع والنَّهَم والشَّره؛ فلم يترك مأتمًا أو عُرسًا إلا تطفَّل على أصحابه ليأكل على مآدبهم، ولم يرَ أُناسًا يأكلون إلا نزَل عليهم فأفسد شهيتهم، وكانت لبعض حكاياته غرابةٌ شديدة أثارت ذائقةَ «توفيق الحكيم»، فحرص على جمع حكايات «أشعب» المبعثَرة في كتب التراث العربي، ونسَج منها تلك الرواية البديعة التي نلتقي فيها ﺑ «أشعب» وجاريته «رشا» التي تودُّ لو أحبَّها يومًا، لكن حبَّه للطعام لم يترك في قلبه مكانًا لأحد! كما نُنصِت إلى حواره الذكي مع جاره «الكندي» البخيل، مستخدِمًا كافة أشكال الحِيَل إلى أن يَقبل «الكندي» أن يُطعِمه من طعامه، هذا فضلًا عن حكاياته الطريفة مع صديقه «بنان».

إضافة إلى قائمة المتمنيات
أضف إلى المقارنة

شوهدت مؤخرا