أوراق الخزامى - محمد أمزيان
تدور أحداث الرواية وتفاصيلها بين عالمين متباعدين ومختلفين، حضاريا وثقافيا ولغويا ودينيا، ولكنهما عالمان متشابهان اجتماعيا وجغرافيا ومناخيا؛ عالمان يلتقيان في خصائص وقيم اجتماعية مشتركة. نعتقد أن لهذا الأمر علاقة بالتاريخ والثقافة من جهة، وبالجغرافيا والمناخ من جهة أخرى، خاصة إذا عرفنا أن “أجداد” الروبيو كانوا ذات يوم من أيام الزمن الغابر هناك في الجنوب الإسباني (الأندلس)، حيث أقاموا هناك لقرون طويلة وأسسوا بها حضارة مزدهرة كما تشهد بذلك مختلف الكتب التاريخية. الجنوب الإسباني الذي اختاره الروبيو للهجرة والاستقرار والعشق كان لقرون “منطقة أمازيغية” بمعنى من المعاني، استقروا بها بعد عزوها واستعمارها خلال فترة ما يسمى بالفتوحات الإسلامية. لكن العقل العربي الطاغي استولى على ذلك التاريخ ونسبه تعسفا لنفسه، وهذه واحدة من الأكاذيب الكبرى في التاريخ العربي الإسلامي.