وأد مؤقت - يوسف السملالي

(تعالي أيتها المتسوّلة، تشعرني بتلك اللحظة الطّبقيّة التي تفرز الأنا والآخر على أساس مادّي، على أساس من يعطي ومن يأخذ على أساس من يملك ومن يحتاج، إنّها اللحظة التي يقول لي فيها مجتمعي: أنت نكرة، يضيق بك حتى الهامش ونستكثر عليك تلك الأحرف الأربعة التي غزلت منها اسما لتتشبهي بنا، أنت مخطئة، لا تحقق الأسماء المساواة، وإلا فملايين من رباب لا نعدل عن أسماءهنّ إلى متسوّلة . إنها لحظة التّمزّق بين الوجود والعدم قد أكون ولدت حسّاسة زيادة عن اللزوم، لكنّني لا أجد تشخيصا للمرارة التي تعصر أحشائي كلّما نودي عليّ بهذا اللقب المشين غير ذلك الميز الذي لا حول لي و لا قوّة لا في وضعه ولا رفعه. لو كانت غيثة تمنحني نصف ساعة من حياتها لأتحدث لاخترت سؤالا واحدا إلى
متى؟