ما بعد الإسلام السياسي في المغرب - عبد الإله سطي
تحاول الدراسات التي يقترحها هذا الكتاب؛ أن تقدم رصداً أولياً يفكك أطروحة ما بعد الإسلام السياسي في الحالة المغربية، من خلال دراسة مكنون هذه الأطروحة وأصولها الفكرية ثم محاولة إسقاطها على حالة الحركات الإسلامية المغربية.
لذا، تتوزع الدراسات المعتمدة في هذا الكتاب، ما بين ما يلامس أسس هذه الظاهرة، وما يقارب الأصول الفكرية لخطاب الحركات الإسلامية حول الدولة، والمقدس، والنخب المؤثرة والصانعة لفعلها الحركي؛ ثم طبيعة التجاذبات المتحكمة لعلاقة هذه الحركات بالنسق السياسي المغربي.
كل ذلك مع الأخذ بالإعتبار تنوع الخطاب والمرجعيات الدعوية الذي بين تيار طامح إلى السلطة وفق قواعد شرعية للعمل السياسي، ويخوض تجربة للقيادة الحكومة كأول فاعل يأتي من مرجعية إسلامية يقود الحكومة المغربية، وبين تيار تبنى إتجاه مخالفة القواعد الرسمية للعمل السياسي يملك تصوراً بمنهجية أخرى للعمل السياسي.
بيد أن تلاقي هذه التيارات يكمن في نقطة واحدة متمثلة في التحول لمرحلة ما بعد الإسلام السياسي التي أضحت تطبع خطاباتها وسلوكاتها وتصوراتها؛ سواء للفعل السياسي أو لمرجعية الدولة الوطنية الحديثة التي تضم هذا الفعل السياسي.