إن معضلة التوظيف السيء للنصوص والأدوات ومفاتيح العلم كانت وما تزال تشكل عبر تاريخ المعرفة أحد أهم الأخطار التي تحيق بمسار التأويل، ولئن كانت في بعض الأحيان تنم عن جهل بأساليب وطرق التناول والمعالجة، فإنها في أحايين أخرى كانت تتم عبر استراتيجية قصدية تستهدف استخدام» المفاهيم، ونحن هنا نستدعي المعنى الذي ذهب إليه الناقد الإيطالي أمبرتو إيكو في تشريحه لعمليات التأويل؛ أي «الاستخدام» بما هو تعسف على حقيقة النص وتوجيه قسري لدلالته حسب الأهواء والأغراض لا حسب ما تتطلبه قوانين «القراءة» وضوابط «الفهم» التي ترجع في شق منها لنسق اللغة (وهو) ما نقصد به المعنى الدلالي) وفي شق منها آخر لنسق استعمال اللغة بما فيها من سياقات وقصود واستلزامات واقتضاءات وهو ما نقصد به المعنى التداولي.
النص القرآني والإجراء العلماني للمقاصد - عزالدين السليماني
80.00 dh
0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة
صنف الكتب: