مشكلة الحديث السني و الشيعي - يحيى محمد
سلّم علماء الاسلام منذ زمن بعيد، عدا القليل منهم، بأن الحقيقة الدينية مكونة من القرآن والحديث، او ما يعرف بالسنة النبوية، ويضيف البعض الى ذلك الحديث الصادر عن اهل البيت كما لدى الامامية. كما سلّموا بأن اغلب مكونات هذه الحقيقة مأخوذة من الحديث لا القرآن، وان اكثرهم اعتبر قضايا الحديث هي قضايا ظنية لا قطعية، لكنهم تعاملوا معها معاملة الحقائق المقطوع بها، وعلى ذلك تأسست قضاياهم الفقهية. فقد اعتبر بعضهم ان ما يقارب خمسة وتسعين في المائة من الاحكام الفقهية هي احكام ظنية، وان القطعية منها قد لا تتجاوز الخمسة في المائة. مع ذلك ففي كلا الحالين تظل هذه الاحكام بأكملها مع غيرها من القضايا الاخرى معدة جزءاً من الحقيقة الدينية.
هذا ما سلّم به علماء الاسلام اعتماداً على حجية الحديث. لكن ماذا لو ثبت ان الحديث ليس بحجة، وانه لا يشكل جزءاً من الحقيقة الدينية التي يراد مراعاتها، وان الذي وصلنا منه لا يعبّر عما كان عليه في نشأته الاولى، وان العلماء قد تعاملوا معه على الضد من معاملة الاوائل من