نضرية المقاصد و قضية التأويل - محمد الغرضوف
يعالج هذا الكتاب نظرية المقاصد وتطبيقاتها الفقهية خصوصاً والمعرفية عموماً وذلك من خلال التركيز على ثلاث محددات من شأنها إبراز المميزات التالية لهذا البحث:
1- عرضه لأهمية المقاصد في التفكير الإسلامي ومستويات ذلك، وهذا مهم لترشيد الفكر والسلوك، خاصة مع الحماس المتزايد للشباب المتدين، وحمايتهم من براثن التطرف والتشدد، ولا أجل ولا أبلغ من الفكر المقاصدي ليقوم بمهمة الترشيد هاته، كما حاول البحث تقريب الرؤية الإبستيمولوجية لعلم المقاصد.
2- عرضه لأساسيات هذا العلم ومرتكزاته ورصده لتطوراته عبر الدرس الأصولي؛ وهذا الربط مهم جداً لحماية هذا الفكر من التوظيف غير الناضج من ذوي بعض الإتجاهات كالعلمانية وغيرها، فعلم الأصول هو المحضن الأساسي للفكر المقاصدي وهو الضابط له من آفات الإنزلاق والتمحل في الفهم والتنزيل.
3- عرضه لنموذج فقهي في التوظيف المقاصدي في عدد من القضايا الفكرية التي تشغل الساحة العلمية فيما يرتبط بجدلية النص والواقع وكذا المشروع الحضاري وغيرها، وقد تمثل النموذج الذي نقدمه في قضية التأويل، ومعلوم أن الدرس التأويلي عموماً اجتذبه مجال البحث اللساني والفلسفي بشكل أساسي؛ مع أن الدرس الأصولي قد خصص له حيزاً مهماً في متنه ومجالاً مهماً لاشتغاله، وتبقى الإضافة النوعية هنا في إعمال نظرية المقاصد في فهمها وضبطها، والغرض إتاحة الفرصة لطلاب العلم وطلاب علم المقاصد خصوصاً من أجل تفعيل الفكر المقاصدي وتشغيله على أرض الواقع بدل الإنكفاء على تحصيله مجرداً عن بعده الفقهي والأصولي.