اليات تحليل الخطاب - عبدالنبي هماني
... وقد كانت نظرتي دائماً تتجاوز الرؤية المعيارية التي تقف عند حدود ممارسة القواعد التي تنشد السلامة اللغوية والتعبيرية، إلى الرؤية الجمالية التي تكشف عن مواقع الإبداع في هذه المستويات اللسانية، ولم أتلمّس هذه الملامح الإبداعية إلا في إطار التفاعل الآلي بينها، فالأسرار المعجمية تتحرك دوماً بين قطبين مترابطين هما الحقيقة والمجاز، هما أساس التوسع في اللغة، وهما أساس التأرجح بين الواقعي والمتخيل.
كما أنّ الأسرار الصوتية لن تنكشف إلا في إطار بنى أو صيغ لفظية، تحكمها مواضعات لغوة وعلاقات تجاورية، ومعايير من بينها علامات أو بنى صوتية تعرب عن جمالية دلالية.
إنّ هذا التفاعل بين هذه المستويات أو المكونات اللغوية أمر حتمي يعكس في الحقيقة واقع اللغة كبنية مركبة ومعقدة، وما الفصل بين عناصرها البنائية إلا حاجة يفرضها عمل إجرائي أو غرض تعليمي، وقد تم رصد هذا التفاعل في إطار بنى تركيبية كجمل وكنصوص...
أستاذ باحث في اللغويات وتحليل الخطاب - حاصل على الدكتوراه سنة 2004م، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1999م.