التراكم السلبي والعلم النافع ( عن قراءة ابن خلدون ) - سالم حميش

أفريقيا الشرق
|
9789981251670
32.00 dh 0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة

إن كتاب المقدمة لابن خلدون وبعض كتاباته الأخرى ستبقى قابلة لاسترسال القراءات وتراسلها، وذلك لأنها كأمهات النصوص، حافلة بالدقائق والمعاني، غنية بقدرتها على تفجير قرائح القارئين واجتهادات المؤولين. ورغم هذا فهناك بين عموم الدارسين أناساً يتوهمون أن الخلدونية قد قيل فيها كل شيء وأن أمرها أضحى مشاعاً مكشوفاً، بدليل المئات من الدراسات المتراكمة، كما أن هناك بين خاصتهم مهتمين بالتراث الخلدوني صاغوا حوله أطروحات، والواحد منهم تحدوه الرغبة في أن يقول جهراً أو رمزاً: إني آخر القارئين. وكلا الفئتين تخطئ الصواب وتغلب الوهم.

الأول لأنها تخلط بين الكيف والكم وتضع هذا معياراً لذاك، معتبرة ضمناً الخلدونية كملف إداري أو قضائي لا بد من الحسم فيه باجتماع كل عناصره وحيثياته، والثانية لأنها تقطع الطريق على متابعة القراءة والتأويل وتمارس هذا الحق حيث تستخف به لدى الآخرين، فالقراءات الخلدونية، التي وعلى كثرتها وتنوعها لا تتوفر فيها شروط الجودة البحثية والعطاء الفكري إلا نادراً.

والباحث في هذا الكتاب يتعرض لقراءات خضع لها ابن خلدون، وأصبحت تشكل مادة متكثرة تتصادم فيها التأويلات والذهنيات، متوخياً، على الخصوص، أكثرها إثارة للجدل، متجنباً في معالجتها اللغة المتشنجة الجامدة، ومتجاوزاً في أسلوبه أسلوب المسوح الباردة الوصفية.

إضافة إلى قائمة المتمنيات
أضف إلى المقارنة

شوهدت مؤخرا