منطق النقد السندي 1/3 - حيدر حب الله
لا يستهدف هذا الكتاب دراسة أحوال هذا الراوي أو ذلك، بل يريد رصد أبرز القواعد العامّة والمرجعيّات الأساسيّة التي ترسم خطوات الباحث الرجاليّ للوصول إلى نتيجة في تقويم الرواة، ولهذا حمل اسم (منطق النقد السندي)؛ لأنه يضع القواعد المنهجية والبنية التحتية التي يُستند إليها في تقويم الرواة.
من هنا، يحاول هذا الكتاب الإجابة عن أسئلة متعدّدة، مثل: ما هي قيمة مواقف الأجيال الاولى من علماء الجرح والتعديل والحديث من الرواة في تعيين موقفنا نحن منهم؟ وما هو المنهج الصحيح في التعامل مع تقويماتهم بين الإتّباع والإبداع، بين التقليد والنقد، بين إعتبارهم ناقلين أو مجتهدين (حجيّة قول الرجالي)؟ ما هي الوسائل التي أستطيع من خلالها التثبّت من وثاقة الراوي أو حسن نقله؟ وما هي قيمتها الموضوعيّة والمنطقيّة (التوثيقات العامّة والتوثيقات الخاصّة)؟ كيف أضع قواعد لتمييز الرواة المشتركين مع بعضهم في الإسم (الطبقات وتمييز المشتركات)؟ إلى غير ذلك من الأسئلة..
إنّه محاولةٌ للتأمّل في منهج التعامل مع التراث الذي يدور حول الناقلين للحديث والتاريخ، وسعيٌ للتثبت من القواعد والمعايير التي يمكنها أن تسوقنا بمنهجيّة منضبطة نحو التعرّف الأقرب للحقيقة على أحوال رواة الحديث ونقلة التاريخ.