المدخل إلى الآداب الأوروبية - فؤاد المرعي
إن الصعوبة في كتابة مثل هذا المدخل إلى الآداب الأوروبية لا تكمن في هذا الأمر وحده - أعنى إتساع الآداب الأوروبية وتنوعها - وإنما في أشياء كثيرة، منها إلتزام حد معين يراعى فيه الوقت لطلاب السنة الرابعة من قسم اللغة العربية، وهو ثمانية أشهر، مع مراعاة المحصول الثقافي لهؤلاء الطلبة، ولذلك يبقى السؤال ماثلاً أمام المؤلف على الدوام: كيف تسهّل هذه المادة لهؤلاء الطلبة الذين يواجهونها أوّل مرة؟.
أيختار المؤلف عيون هذه المؤلفات ثم يقف عندها؟ فيبدو الأدب الأوروبي عندئذ شامخاً متألقاً تتضاءل أمامه الآداب الأخرى؟ أم يتناول في حديثه هذه السفوح والمنحدرات فيطول الكلام ويكثر؟...
إنطلاقاً من رؤية أن الأدب يعدّ إنعكاساً لحقيقة الحياة وتغيرات الظروف المادية للحياة الإجتماعية؛ يُقدِّم هذا الكتاب ملخصاً دقيقاً لسيرة الأدب الأوروبي في إتساعه، وشموله، وتنوع لغاته، وبيئاته، من الأدب اليوناني والروماني وآداب العصور الوسطى إلى أدب عصر النهضة (الإيطالي والفرنسي والأسباني والإنكليزي) فالكلاسيكية وعصر التنوير والعاطفية والرومانتيكية والواقعية النقدية والإشتراكية، مع عقد موازنات بين روائع هذه الآداب ووقفات نقدية وتحليلية عميقة لقضايا أدبية عبر تاريخ الأدب الأوروبي.
وكل محب للإطلاع على الآداب الأوروبية؛ سيجد فيه بغيته في أكثر من ناحية، من حيث التفسير والتعليل، والعرض الموجز الشيّق.