غواية الكتابة ومدارج التأويل - جميلة رحماني

“الشاعر «الطيب هلو» شاعر يملك مشروعا إبداعيا بدأه منذ ديوانه الأول «قمر العتاب»؛ حيث كان الحب وحي أيامه الأزلي، وصلة أفكاره بين الأرض والسماء والحقيقة والخيال. رفع رايته علها تحرك ما تبقى في الوجدان الميت من خلايا العاطفة النبيلة؛ بما أنه وحدة شرارة الوجود التي تلهب القراء حكما تلهب الخدود، ليهل علينا بمعزوفة شعرية ديوان/القصيدة (جَسَدٌ… جَسَدْ)، الذي يمكن اعتباره قمة نضج التجربة الشعرية عند شاعرنا.
ديوان/قصيدة ركز فيه على تبئير اهتمامه على «الجسد» كتيمة، حيث أعاده خلقا جديدا، وكتبه وهو يبحث عن الجمر في الروح، وحَوَّله إلى قنطرة عبور الذات من ليل المحرّم وعتمته إلى نهار اللغة وضحاها. فلم يعد الجسد عنده شيئا محددا بإطار ومعينا بمساحة، بل هو طاقة تعبيرية موحية وجد فيه ضالته باعتباره لغة ونصا وإبداعا. استدعاه وتغنى بجماله وافتتن ببهاء تناسقه. فكان جسد الحالة؛ جسداً فنياً تأويلياًّ ممكناً ومستحيلاً في آن، جسداً تخييلياًّ يصل إلى الأسطرة أحيانا.”