التكافل الاجتماعي في الإسلام - الإمام محمد أبو زهرة

إن معهد الدراسات الإسلامية قد قرر أن يكتب عن التكافل الاجتماعى فى الإسلام وأن يدرس فيه. وقد عهد إلى أن أكتب فى هذا الموضوع وأن أدرسه فاتجهت إلى الله ضارعا أن يمن على بتوفيقه، فإنه لولا توفيقه وهدايته ما استطعنا عملا صالحا. وقد رأيت أن أكتب فى الموضوعات الآتية، وهى تصور بناء ذلك المجتمع الإسلامى: المجتمع الفاضل فى الإسلام وفيه بيان الفردية والجماعية وحكم الإسلام، كما أن فيه الحرية الفردية وحق المجتمع وما يتصل بذلك، الملكية وحدودها- ملكية الأراضى- ملكية المعادن، العمل وتمكين القوى والمواهب من أن تعمل فى طاقاتها، والتعاون لدفع أضرار العجز، وفى هذا الباب نتكلم عن الزكاة، والصدقات المنثورة والكفارات، وعن نفقة الأقارب، وعن الوقف الخيرى. وأنه إذا تم لنا بعونه تعالى الكتابة فى هذه الأبواب نكون قد وضعنا صورة للمجتمع فى الإسلام، ونرجوها واضحة مشرقة، ولئن تم ذلك فبفضل الله وتوفيقه، فهو ولى التوفيق.