الفصول و الغايات - أبي العلاء المعري

دار الفاروق
|
02020
121.00 dh 0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة

صاحب هذه الفصول و الغايات هو أبو العلا المصري؛ أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن محمد ‏بن سليمان بن أحمد بن سليمان التنوخي المعري، ينتهي نسبه إلى إلحاق بن قضاعة.‏ ‎

‎ ولد أبو العلاء "بمعرة النعمان" من أعمال حلب سنة 363هـ، وأصابه جدري في أول السنة الرابعة من عمره ‏فذهب ببصرة، وروي عنه أنه كان يقول: "لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، لأني ألسبت في الجدري ثوباً ‏صبغ بالعصفر، ولست أعقل غير ذلك.‏ ‎

‎ وكان يحمد الله على العمى كما يحمد عنده بالعلم والفضل وولاية القضاء، قرأ في أول أمره على أبيه علمي ‏النحو واللغة، ثم قرأ على غيره من فضلاء عصره، وأخذ الحديث عن أبيه وجدّه، وحدّث وُحدِّثَ وأخذ عنه ‏الناس فنون العلم، وقال الشعر وهو ابن احدى عشرة أو اثتنى عشرة سنة، ولم يأخذ طول حياته أجراً على ‏التعليم؛ بل أنه كان يصل الطلاب من قلبل ما في يده، كما كان يرى رزق الشعراء من الصِّلات حراماً، رحل ‏إلى عواصم الشام والعراق ثم عاد إلى المعرّة وتوفي فيها سنة 449هـ وعمره ست وثمانون سنة، لم يأكل ‏اللحم في خمس وأربعين سنة منها زهادة وورعاً.‏ ‎

‎ ويذكر مؤرخون أن تآليفه بلغت نحو مائتي مجلد، وأن له من الشعر أكثر من مائة ألف بيت، وأن أكثر تآليفه ‏فُقِدَ في حملة الصليبيين الأولى على الشام وسقوط المعرة في أيديهم سنة 492ـ وقد قتلوا أهلها المسلمين ‏وأبادوا كل ما بها، أما وجود منها فكان قد خرج قبل وعرف بين الناس، أما هو موجود من مؤلفاته بين الأيدي ‏الآن فهو يدلّ بحق على أنه كان خزانة علم لا تدرك غاية لما فيها.‏ ‎

‎ ومن غرائب كتبه ونوادرها كتاب "الفصول والغايات" الذي نقلب صفحاته، وقد كان هذا الكتاب مفقوداً، حتى ‏أن أكثر من ترجم لأبي العلاء لم يذكره، والغرض الذي حدا بأبي العلاء إلى إملاء هذا الكتاب، بثُّه للطلاب ما ‏وعاه صدره من نوادر العلم وغرائبه، وقد تخير لذلك أحسن مظهر يُظْهِره فيه وهو "تمجيد الله والمواعظ" ‏ليكون ذلك أقرب إلى النفوس وفيه مثوبة وقربى، ويقول بعض من أرّخه إنه بدأ هذا الكتاب في الشام، وأتمه ‏بعد عودته من بغداد.‏ ‎

‎ أما الكتاب من الناحية العلمية فإنه متعة الأدب، وأمنية العالم؛ فإنه ملأه بشتى العلوم من اللغة والأدب ‏والعروض والنحو والصرف، والتاريخ والحديث والفقه والفلك وعلم النجوم... وغير ذلك مما لم يسبق لغيره ‏جمعه بالطريقة التي سلكها، ذلك أنه يملي الفقرة على تلامذته ثم يختمها بالغاية، وهي عنده بمنزلة القافية من ‏بيت الشعر، وقد تطول الفقرة أو تقصر، ثم يملي التفسير: فإذا انتهى من التفسير وأراد العودة إلى الإملاء ‏قال: "رجع"، كأنه يريد نفسه، أو يريد رجع الإملاء.‏ ‎

‎ والكتاب كله على هذا النسق، وما وصل من هذا الكتاب هو الجزء الأول، يبتدئ من أثناء حرف الهمزة ‏وينتهي بحرف الخاء.‏ ‎

‎ ويشير المحقق بأنه قام بالبحث عن باقي الكتاب في كل المظان فلم يجد له من أثر، ويخرج الكتاب في طبعته ‏هذه سنة 1938م، وقد تم الإعتناء به من خلال عملية تحقيق علمي: حيث تم ضبط النص، ثم إغنائه بهامش ‏شمل على تفسير غريب الألفاظ، وضبط الأبيات الشعرية، وبيان معانيها وعزوها إلى ناظميها.

إضافة إلى قائمة المتمنيات
أضف إلى المقارنة

شوهدت مؤخرا