جزء من مسند أبي أمية الطرسوسي روى فيه أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه - أبي أمية الطرسوسي
المسانيد من حيث هي , مفردها وطريقة ترتيب الأحاديث فيها طريقة خاصة تختلف عن كل ما سبق، وهي تقوم على أن يذكر صاحب المسند "أي مصنفه" الصحابي أو عدة صحابة، ويذكر في ترجمة الصحابي الأحاديث التي يرويها عن شيوخه من طريق ذلك الصحابي، مثال ذلك: يأخذ المصنف عليًا بن أبي طالب، ويذكر في ترجمته الأحاديث التي يرويها عن أشياخه منتهيًا سندها إلى علي بن أبي طالب، وقد يقتصر المسند على صحابي واحد، وقد يحوي عدة صحابة، فإذا انتهى المصنف من سرد الأحاديث التي يرويها عن الصحابي الأول، انتقل إلى الصحابي الثاني وهكذا، وقد ترد أسماء الصحابة مرتبة على الحروف الهجائية، وقد تأتي دون أي ترتيب، ولاشك أن طريقة تصنيف المسانيد لا تخلو من الصعوبة في المراجعة، لأن الصحابي قد يروي عددًا كبيرًا من الأحاديث، ومن يريد الرجوع إلى حديث معين عليه مراجعة جميع الأحاديث.
وقد بلغت المسانيد عددًا كبيرًا اشتهر منها أكثر ما اشتهر (مسند أحمد بن حنبل)، وهو مطبوع ومتداول، كما طبع عدد لا بأس به من المسانيد، وما زال عدد أكبر لم يطبع حتى الآن، ومنها أيضًا هذا المسند (مسند أبو هريرة) هو تخريج أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي رحمه الله، وهو أحد المسانيد التي لم تطبع قبلًا، وظهر للنور بإخراج سهل المتناول وتصنيف حسن.