سيرة الإسلام كما بدأ - أحمد الأبيض
"التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار... وفي باطنه نظر وتحقيق" هكذا يقول العلاّمة ابن خلدون في المقدمة وهو ما ينطبق تماماً على درس السيرة النبوية، حيث تكتفي أغلب الكتابات عنها بالجانب التاريخي للوقائع والأحداث... ولم يقع الإلتفات إلا متأخراً جداً إلى ما وراء ذلك من عوامل وقوانين ناظمة، ومنطق موجه للممارسة وذاك هو الأساس لإحاطة بما أنزل من وحي (القيم والمقاصد والمفاهيم والأحكام) ولفهم كيف تم تنزيل ذلك على وقائع تلكم المرحلة من التاريخ البشري... حتى يتسنى لنا الفِقه بالتدين في كل مرحلة، وما يصحب ذلك من فِقه بالواقع وبالموازنات بين مختلف الخيارات الممكنة والمتاحة، وفِقه الأولويات لترتيب المهام والحسم فيما هو واجب الوقت في كل محطة ومرحلة على المستويات الفردية والمجتمعية والإقليمية والدولية... وصولاً إلى فِقه التنزيل لما فهمناه من الوحي على ما أدركناه من الواقع.
"سيرة الإسلام كما بدأ" يفتح أمام القارئ الأبواب مشرعة للنظر والتحليل والفهم والإستنتاج... ويجعله يسلك دورياً بِكراً لم يسبق له ارتيادها، كأنه ما قرأ في السيرة من قبل، بموقع اهمية السردية في تناول الأفكار والعقائد وتجذيرها في الأنفس.