الحوار الديني والحضاري - حسن سعيد تلموت
في هذا الكتاب الذي نقدمه في مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية يعمل الباحث الدكتور حسن سعيد تلموت على الكشف عن الغنى المعرفي والقيمي الذي يتوفر عليه الإسلام في دعوته للتفاهم بين الأديان والحضارات ومختلف الثقافات، ذلكم أن منهج الحوار منهج أصيل ولا ينوب عنه أي منهج آخر إلا في حالات العدوان الخارجي على الذات، فحينها شرع الجهاد دفاعا وليس سبقا لإعلان الحرب.
يشرح لنا القرآن الكريم من خلال العديد من سياقات الحوار التي تكاد تحيط بكافة مظاهر التفاعل والحياة (اجتماعي _ سياسي _ اقتصادي_اعتقادي _ ذوقي، إلخ)؛ (بين الله وأنبيائه_ بين الله والملائكة_ بين الله والشيطان_ بين الأنبياء وأقوامهم _ بين الأنبياء والمصلحين والملوك والفراعنة_بين الله وعناصر الطبيعة_بين المؤمنين وغير المؤمنين_ بين المؤمنين فيما بينهم _ بين غير المؤمنين فيما بينهم، وغير ذلك..)، كلها تبين أن الحوار هو الأصل الذي يجب أن يتخلل كل العلاقات الفردية والجماعية، لأن القرآن الكريم يريد للإنسان أن يحصل على الاقتناع الذاتي المرتكز على الحجة والاستدلال والبرهان في إطار الحوار الهادئ العميق، ويجعل من ذلك الحوار بديلا تواصليا عن المصادمة والمقارعة بالحديد والنار، تلك المقارعة التي تُسحق فيها الطاقات وتُهدر فيها الإمكانات.