ملة أبيكم إبراهيم عليه السلام -عبد الستار كريم المرسومي
إن خليل الله إبراهيم عليه السلام رجلٌ من طرازٍ فريد، كان عليه السلام قامةً سامقة، ورمزًا من رموز البشرية، وفلتة من فلتات الزمان، وعلامةً فارقة من عجائب الدنيا، وسفرًا خالدًا من أسفار التاريخ، وصفحة مشرقة في تاريخ الإنسانية. ونحن المسلمين - ومعنا البشـر جميعًا - مأمورين بالتأسي واتِّباع ملة هذا الرسول العظيم، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ [الممتحنة: 4]، ونبأنا القرآن العظيم بأنه لا يبتعدُ أو ينحرف عن منهج إبراهيم عليه السلام وتفاصيل ملَّته إلا السَّفيه الضَّال من الناس، ففي هذا يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].
فمن أجل كلِّ ذلك ولتبيان تفاصيله وشرحه أُلّف هذا الكتاب، فلقد بحث المؤلف وتحرى وتتبع فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام خطوة على إثر خطوة، في كل مكان وزمان تواجد فيه عليه السلام، وحاول المؤلف أن لا تفوته شاردة ولا واردة من ملته الحنيفية، وقد مَنَّ الله بفضله وأذن أن يطبع الكتاب