الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية 1/4 - محمد داود
لعلهالأمانة الأدبية أن أنبه القارئ الكريم إلى بعض الجوانب التي ينبغي من توضيحها قبل الشروع في قراءة هذا الكتاب الذي يعتبر بحق مساهمة فعالة للكشف عن خبايا المجتمع التطواني – بما فيه من خصائص حضارية ولغوية وأدبية واجتماعية وغيرها – والاطلاع على ما يدخره الرصيد اللغوي المحلي لمدينة تطوان من مفاهيم تعكس بوضوح صورة هذا المجتمع بالذات وهذهالمدينة بالذات..لقد أراد والدي الأستاذ محمد داود – رحمه الله – أن يعرف بهذا المجتمع وهذه المدينة، وأن يحدد معالمهما ويبرز خصائصهما ، انطلاقا من الفكرة التي كان يؤمن بها ويعمل بمقتضاها وهي أن أهل مكة أدرى بشعابها كما يقال، فألف ما شاء الله أن يؤلفه في هذا المجال، بدءاً بكتابه تاريخ «تطوان ثم كتابه عائلات تطوان» ثم هذا الكتاب الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية، وذلك مساهمة منه في العمل الإيجابي الفعال القائم على أساس المنهجية التي اعتمدها في مساره الفكري وإنتاجه الثقافي من أن تاريخ الوطن الواحد يمكن أن يعرف بتدوين تاريخ مدنه ومناطقه المتعددة، وأن خصائص الشعب عامة يمكن أن تحدد بمعرفـ مميزات مجتمعاته وخلاياه خاصة.ولقد ألف والدي كتابه هذا ووضع له مقدمة ضافية أشار فيها إلى كثير مما يعين القارئ الكريم على سهولة البحث والاستفادة مما يحتويه، بعدما عمل على جمع الكثير مما يقال على لسان هذا المجتمع الفريد من الأمثال والحكم والوصايا والكنايات والتعابير والدعوات، فدونها وشرحها بتحويلها أو بتقريب لفظها من اللهجة العربية العامية إلى اللغة العربية الفصحى، كما أتى بالمقابل لها أو لمعناها مما يقال في غير تطوان من المدن المغربية، أو في غيرها من مدن الدول العربية على وجهالعموم.