السلطة وتطور المراسيم العسكرية بالمغرب - محمد شقير

أفرقيا الشرق
|
9164
85.00 dh 0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة

تعتبر المؤسسة العسكرية، منذ تشكلها بالمغرب مؤسسة مراسيمية بامتياز. فعلى غرار المؤسسة الملكية، الذي يعتبر الملك في نفس الوقت القائد الأعلى ورئيس أركان القوات المسلحة، كانت المؤسسة تتحرك دائما وفق مراسيم عسكرية خاصة وضوابط مقننة. ومن ثمة، فقد كان تاريخ المؤسسة العسكرية هو تاريخ مراسيمها التي تطورت بتعاقب الأسر الحاكمة على حكم المغرب. فالسلطان كان لا يتحرك لحرب أو يخوض معارك إلا من خلال طقوس عسكرية خاصة. فقد كان هناك نظام مراسيمي عسكري خاص يتبع فيما يتعلق بالتحضير لهذه الحركات السلطانية حيث يتم استدعاء كل العمال والشخصيات التي تشارك في هذه الحركات للقدوم إلى مكان معلوم خارج المدينة التي يتواجد فيها السلطان والذي سينصب فيها الأفراك. وبعد ما تنتهي كل الاستعدادات والترتيبات يأمر السلطان بالمسير وفق مراسيم خاصة، وصفها القلقشندي في (فيض(العباب) كما يلي : :«فإذا أسفر الصبح ركب السلطان وتقدم أمامه العلم الأبيض المعروف بالعلم المنصور، وبين يديه الرجالة بالسلاح والخيل المجنوبه بثياب السروج الموشية ويعبرون عن ثياب السروج بالبراقع. وإذا وضع السلطان رجله في الركاب ضرب على طبل كبير يقال له تريال ثلاث ضربات إشعارا بركوبه. ثم يسير السلطان بين صفي الخيل، ويسلم كل صف عليه بأعلى صوته «سلام عليكم ويكتنفانه يمينا وشمالا، وتضرب جميع الطبول التي تحت البنود الكبار الملونة خلف الوزير على بعد من السلطان. ولا يتقدم أمام العلم الأبيض إلا من يكون من خواص علوج السلطان وربما أمرهم بالجولان بعضهم على بعض ثم ينقط ضرب الطبل إلا أن يقرب من المنزل…وقد بقيت هذه المراسيم ملتصقة بالمؤسسة العسكرية بتعاقب الأسر الحاكمة، وتعصرنت بعد فرض الحماية العسكرية الفرنسية – الإسبانية على المغرب، حيث انعكس ذلك خاصة من خلال حفل تخرج الأفواج العسكرية أو من خلال ترقية الضباط العسكريين السامين من طرف الملك، أو من خلال ترؤس هذا الأخير للاستعراضات العسكرية ، حيث تكون فيه تحية العلم، وترديد الأناشيد العسكرية، وتقديم التحية العسكرية للملك من ضمن هذه المراسيم العسكرية التي كرسها ظهير نظام الانضباط العام في حظيرة القوات المسلحة الملكية.

إضافة إلى قائمة المتمنيات
أضف إلى المقارنة

شوهدت مؤخرا