العقل الفقهي والمصلحة - البشير قصري

من حسنات هذا العمل أنه يكشف لنا بأن نظر العقل الفقهي الحقيقي مصلحي يتميز بطابع التوفيق والتدقيق ‏الذي يهدف إلى أن يقدم حلولاً لمعضلات الإنسان المعاصر في عالم اليوم، يفتش عن "مصالحه" الحقيقية" ‏وليست "المزيفة" أو "الوهمية" بميزان القرآن الكريم، كما يتوخى أن يعمق الصلة بين مفهوم "المصلحة" ‏بمعناها الشرعي والقيم "الأخلاقية" حتى تنضبط لديه "المصلحة" بضابط "الإستقامة" و"الفائدة" ‏و"الشمول"، وحتى يتخلص الإنسان في السياسة كما في الإقتصاد من "إتباع الهوى" وهو مقصد أخلاقي ‏بإمتياز، فمقصود الشريعة في النهاية كما يقول الشاطبي هو "إبعاد المكلف عن إتباع هواه".‏