المرأة والمشاركة السياسية بالمغرب - صباح العمراني
لقد تناول الكتاب قضية، رغم ما لها من المركزية في مسار الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، ورغم محوريتها في تحقيق التنمية الشاملة، إلا أنها شائكة تخضع للعديد من المتداخلات، مما يجعل الحسم فيها أكثر تعقيدا. فمسألة التمكين السياسي للمرأة وما يستتبعه من تغيرات ثقافية واجتماعية، ومن تغيرات على مستوى مراكز القرار والسلطة، تتطلب نضجا سياسيا، يعترف أن الانتقال الديموقراطي رهين بمسألة توسيع الفعل النسائي في إدارة الشأن العام، كما يتطلب إرادة حقيقية، تترجم من خلال نقل الخطب المتماهية مع ما يفرضه السياق الدولي، إلى خطط عمل على أرض الواقع، تسهم ليس فقط في التصدي للتمييز ضد النساء بسبب الجنس، وانتشالهن من حلقات التهميش، وإنما من أجل استثمار الطاقات النسائية لتكون رافعة للتنمية والتنمية المستدامة. وأعتقد أن الكتاب كان موفقا في لفت الانتباه، من خلال منهج نقدي هادئ ورصين وموضوعي اعتمد على الحجج والأرقام، إلى التفاوت الحاصل بين القوانين والخطب الرسمية أو الحزبية، وبين الواقع الذي يضل أدنى مستوى من أفق التطلعات، إذ يتحكم فيه عاملان أساسيان؛ قواعد التنشئة بتفريعاتها التي تكرس الدونية كمعطى يرتبط بالأنوثة، وغياب الإرادة السياسية الحقيقية سواء ممن يمتلك القرار السياسي أو من يمتلك القرار الأخلاقي.