تاريخ الآداب العربية من الجاهلية حتى عصر بنى أمية - طه حسين
35.00 dh
0.00 dh( / )
جميع الضرائب محتسبة
إن الأدب مرآة لحياة العصر الذي ينتج فيه؛ لأنه إما أن يكون صدى من أصدائها، وإما أن يكون دافعا من دوافعها، فهو متصل بها على كل حال وهو مصور لها على كل حال، ولا سبيل إلى درسه وفقهه إلا إذا درست الحياة التي سبقته فأثرت في إنشائه، والتي عاصرته فتأثرت به وأثرت فيه، والتي جاءت في إثر عصره فتلقت نتائجه وتأثرت بها. فللأدب مظهران إذا؛ مظهره الفردي لأنه لا يستطيع أن يبرأ من الصلة بينه وبين الأديب الذي انتجه، ومظهره الاجتماعي لأن هذا الأديب نفسه ليس إلا فردا من جماعة فحياته لا تتصور ولا تفهم ولا تحقق إلا على أنه متأثر بالجماعة التي يعيش فيها. هو في نفسه ظاهرة اجتماعية فلا يمكن أن يكون أدبه إلا ظاهرة اجتماعية.
صنف الكتب: