حاشية العارف الفاسي على تفسير الجلالين 1/2 - حسن عزوزي
لم يسبق أحد إلى دراسة العمل التفسيري للعلامة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد المعروف بالعارف الفاسي (972هــ - 1036هــ) ، وبذلك ظلت حاشيته على تفسير الجلالين بالرغم مما تكتسيه من مكانة علمية رفيعة بمنأى عن البحث والدراسة وقد مضى عليها اليوم أكثر من أربعة قرون.
ويعتبر الشيخ عبد الرحمن الفاسي واحدا من أبرز علماء الأسرة الفاسية بالمغرب حيث استطاع بهمته العالية وتضلعه في علوم الشريعة والحقيقة أن يكون عالما جامعا لأدوات الاجتهاد ومحققا في مختلف العلوم. وقد جمع في حاشيته بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي إلى جانب آراء المفسرين وأهل التأويل من علماء الفقه والنحو والإشارة وغيرهم فتضافر الأثر والرأي وانتظمت الرواية إلى جانب الدراية في بيان معاني الآيات المختارة للتفسير. إلا أنه لم يجعل هَمه الأساس التحشية على جميع كلام الجلالين : الجلال المحلي والجلال السيوطي بقدر ما اهتبل بنِكت التفسير ودقائقه والمواضع التي تُعين على استجلاء الإشارات واللمع النورانية المرتبطة بعلم السلوك والتربية الروحية متقيدا في ذلك بالقواعد المقررة والضوابط المتفق عليها بين العلماء.