رحلة خارج الطريق السيار - حميد لحمداني

عندما كان أزيز الناقلات يملأ الساحة بضجيج مزعج، كان يحتسي القهوة و هو يخطّط بقلمه على ورقة أمامه و ينظر بين الحين و الآخر إلى الناقلة ودخان سيجارته يلتفّ فوق رأسه كغمامة ضالّة. أمّا الساحة فقد توقّدت تحت حرارة الشمس و ضغط دخان المازوت. المسافرون ينتظرون أدوارهم في الركوب. على واجهة المكاتب لوحات تحمل أسماء مدن و قرى عديدة. الناقلة هناك يراها كحيوان خرافيّ، يكاد لا يميّز لونها خلف طبقة الغبار الذي يكسو صفائحها المتهالكة. تجمهر في الساحة أشتات من الخلق، أغلبهم حصّادون و قرويّون بجلابيبهم الصوفيّة البنيّة الداكنة و طرابيش الدوم، أحياناً يظهر بينهم رجل أو فتاة أو امرأة بألبسة مدنية