علامات الساعة بيننا - شارل فرديناند

نها رواية –شأنها شأن كل أعمال راموز– لا مكان فيها للبطولة الفردية، بقدر ما هي بطولة جماعية، بطولة هنا لم يمنحها راموز للإنسان وحسب، بل أعطاها للمكان، والطبيعة التي لا نجيد دوما سماع وتحليل لغتها الصامتة. ببساطة، شارل فرديناند ها هنا، يلعب دور رسام انطباعي، ليمنحنا عملا ذا لغة شعرية عالية، عملا شبيها بمتاهة من الرموز، إنها رواية يتحتم على قارئها ألا يقرأها بسطحية أو لتزجية الوقت، بل كورقة تاريخية شاهدة على ما عاشه العالم إبان وقبيل نهاية الحرب العالمية الأولى، وكذا كنموذج على تأثر راموز وأدباء تلك الفترة بالروحانيات، الشيء الذي تَوَلَّدَ عنه إنتاج إبداعي حيث لا زالت القيم النبيلة، الجمال، الحب، والحياة، ممكنة.. شارل فرديناند راموز كاتب وشاعر وصحفي سويسري(1878-1947) بدأ مشواره كشاعر أولا ثم توالت إصداراته الروائية المميزة المجددة، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزة رامبير، جائزة شيلر و جائزة روماند كما تحولت العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية. سلمى الغزاوي صحفية وكاتبة ومترجمة مغربية، خريجة كلية الحقوق قسم قانون خاص باللغة الفرنسية، تتعاون مع عدة منابر إعلامية، ولها عدة أعمال قصصية وروائية منشورة، وترجمات لأهم الأعمال الأدبية الفرنسية، آخرها الكتاب الفكري عن "القراءة" لمارسيل بروست، ورواية "السقطة" لألبير كامو.