مقاربات بيداغوجية من تفكير التعلم إلى تعلم التفكير - محمد شرقي
يتمثل الهدف الأساسي من تأليف هذا الكتاب في مساعدة القراء و المهتمين ، وخاصة المهنيين منهم ، على تمثل مجموعة من المقاربات البيداغوجية الحديثة، والوقوف على الملابسات و الظروف المحيطة بظهورها ونشأتها و كذا آليات اشتغالها . وفي نفس الاتجاه ، و للاستفادة أكثر من هذا الإرث البيداغوجي و النجاح في استثماره و الاستفادة منه داخل المؤسسة التعليمية المغربية ، حاولنا أن نسائله و أن نقرأه قراءة ابستيمولوجية، لا تهمها المرتكزات النظرية التي يقوم عليها بقدر ما يهمها الواقع التعليمي المغربي بخصوصياته و انتظارا ته ، فلسفته و غاياته ، اكراهاته و إمكانياته ، و ما يمكن أن تقدمه له هذه المقاربات وما يمكن أن تساهم به في تقدمه وفي تجاوزه لعوائقه الذاتية منها و الموضوعية ...
هذا التصور هو الذي تحكم في توزيع أو في جغرافية هذا المؤلف ، حيث حاولنا في قسمه الأول العمل على تقديم كل الطرق و المقاربات البيداغوجية الممكنة والتي تصنف عادة ضمن البيداغوجيات الحديثة أو الفعالة ، و التعرف عليها من حيث أسسها التاريخية ومرجعياتها النظرية ثم الوقوف على آليات اشتغالها و مدى القدرة على الاستفادة منها ، باعتبارها ، من جهة ،إرثا إنسانيا يتعين علينا الاستفادة منه و الإطلاع عليه، ولو من باب الفضول و الاستئناس ، ومعرفة كيف يشتغل الآخرون ، و كيف يدبرون أمورهم التربوية .